قصة قصيرة لكن رائعة

من طرف محسن درويش 26.05.11 6:33

بعد 21 سنة من زواجي وجدت بريقا جديدا من الحب

قبل فترة بدأت اخرج مع امرأة غير زوجتي

وكانت فكرة زوجتي حيث بادرتني بقولها اعلم جيدا كم تحبها

المرأة التي أرادت زوجتي أن اخرج معها واقضي وقتا معها

كانت أمي التي ترملت منذ 19 سنة

وكانت مشاغل العمل وحياتي اليومية و3 أطفال

ومسؤوليات جعلتني لا أزورها إلا نادرا

في يوم اتصلت بها ودعوتها إلى العشاء

فسألتني : هل أنت بخير ؟

لأنها غير معتادة على مكالمات متأخرة نوعا ما وتقلق

فقلت لها نعم أنا بخير

ولكني أريد أن اقضي وقت معك يا أمي

قالت : نحن فقط !!!!!!!

صمتت وفكرت فقالت أحب ذالك كثيرا

وفي يوم الخميس وبعد العمل مررت عليها وأخذتها

كنت مضطرب قليلا

وعندما وصلت وجدتها هي أيضا قلقة

كانت تنتظر عند الباب مرتدية ملابس جميلة

ويبدو انه آخر فستان اشتراه أبي لها قبل وفاته

ابتسمت أمي مثل ملاك وقالت

لقد أخبرت الجميع إنني سأخرج اليوم مع ابني واستبشر الجميع بهذا الخبر

ولا يستطيعون الانتظار لسماع الأخبار التي سوف اقصصها عليهم بعد عودتي

ذهبنا إلى مطعم غير عادي جميل وهادئ

تمسكت أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولى والوحيدة بالعالم من شدة الفرح

بعد أن جلسنا بدأت اقرأ قائمة الطعام

حيث إنها لا تستطيع قراءة إلا الأحرف الكبيرة

بينما كنت اقرأ كانت تنظر إلي والابتسامة العريضة على وجهها الذي جعدته الأيام والمآسي

وقاطعتني قائلة كنت انا من اقرأ لك وأنت صغير

أجبتها وكلي حزن : لعلي أهديك شيا من سابق فضلك علي ...... لا تشغلي بالك يا أمي

تحدثنا كثيرا أثناء العشاء وتحدثنا بأشياء قديمة وجديدة ولم نترك شيء إلا وتحدثنا به

وأمي كانت مستمتعة وكأنها اليوم في الجنة لدرجة إننا نسينا أنفسنا إلى ما بعد منتصف الليل

وعندما رجعنا وأوصلتها إلى منزلها قالت

أوافق أن نخرج سوية مرتا أخرى ولكن هذه المرة على حسابي

فقبلت يدها وبكيت وبكت وودعتها

وبعد ذلك بأيام توفيت أمي بنوبة قلبية

وبعد عدة أيام من وفاتها وصلني عبر البريد ورقة

وعندما فتحت الورقة تفاجئت حيث كانت الورقة من نفس المطعم الذي تناولنا العشاء أنا وأمي

مع ملاحظة مكتوبة بخط يدها

لقد دفعت فاتورة الحساب مقدما كنت اعلم إنني لن أكون موجودة للخروج معك مرة أخرى

المهم في الأمر أني دفعت العشاء لخمس أشخاص لك ولعائلتك

لأنك لن تقدر ما معنى الليلة التي قضيناها سوية بالنسبة لي احبك يا ولدي

في هذه اللحظة فهمت وقدرت معنى كلمة حب أو احبك

وما معنى أن نجعل الطرف الأخر يشعر بحبنا ومحبتنا هذه

لا شيء أهم من الوالدين

امنحهم الوقت الذي يستحقونه فهو حق الله وحقهم وهذه الأمور لا تؤجل