الأصل والرمز

االأصل والرمز

االأصل هي الإسكندرية المدينة

والاسكندر هو الرمز





فالأرض والسكان موجودان قبل مجيء الاسكندر .. إلا إنها غير مسماة وجاء الاسكندر ليتعانق الناس عبر الأرض بالأسطورة فولدت

مدينة سموها الإسكندرية .

فمن هو الاسكندر ؟



هو شاب طموح كان يهدف الى تأسيس حكومة عالمية واحده وكغيره كان يعتقد .. على كل من يريد السيطرة على العالم عليه ب (بابل ). والإسكندرية فضاء بابل الرحب حيث ترتبط عبرها بغرب أسيا وشمال افريقياً .. فالبحر واوربا ... وتحقيق الحلم .. فعسكر بين مدينتنا وشواطئ الفرات .. فلماذا لا يكون لنا متحف هنا يفسر للعالم الأحداث الكبيرة التي انطلقت من مدينتنا ..

والاسكندر مقدوني الأصل وأبوه فيليب القائد الذي امتاز بالحكمة والتدبير .. ومات الاسكندر وهو شاب ابن 32 ربيع و8 اشهر فقط سنة 323 ق.م مخلفاً وراءه تاريخ مجيد على اثر الاصابة بسهم في صدره بعد بضعة سنين .. وكان قد هزم الفرس وطارد قائدهم (دارا) وقتل منهم (100000) جندي بينما لم يقتل من جنده سوى (500) جندي فقط . والاسكندر صاحب المقولة الشهيرة :



لا تأسفوا على ملك هلك ... وابتهجوا بالملك الجديد .

تأثرنا بهذه الشخصية !!!!



طبيعي ان يتأثر مثقفو مدينتنا بهذه الشخصية النادرة وطبيعي ان يقتدوا بها ويطمحوا في اقل تقدير إلى تخليف اثر ورائهم لا ان يمروا مرور الكرام . لهذا كان التاريخ عندهم بوابة للمستقبل ولهذا تجدهم يعشقون الفلسفة ومولعين بالأدب والمعرفة وخالين من العقد النفسية والأحقاد الاجتماعية ويمتازون في بعد النظر وسعة الثقافة ويمتازون بالتمرد بقدر تمرد الاسكندر على أبيه لنصرة أمه المهملة . فهم يتآمرون جهراً لأجل مدينتهم وتهميشها باعتبارها الأم الأولى قبل ان يولدوا فالهدف إعادة الاعتبار والهيبة لأمهم وكرامتها التي هدرت ووصمت بالإرهاب وهي منه براء وكانت اول ضحاياه . كل شيء يهون وكل غال يرخص وكل جهد يبذل لنعانق فجرنا الآت وتغير معادلات زماننا الرديء .وحبنا المجنون لمدينتنا لأنه ينبع من رحم الماضي الأسطوري .وليس مستحيلاً وضرباً من الخيال ان تكون مدينتنا يوماً ما قبلة للناظرين ومزار لمن يريد ان يعرف معنى الحياة ويعيش السعادة الأبدية عبر نكران الذات الذي يبدأ من هنا .. من الإسكندرية الأم .... فعربات المحاربين مرت من هنا وحوافر الخيل والجند المدججين وعالقة في وجداننا وضمائرنا سير أبائنا وأجدادنا .. وكم رسمنا على جدران الخان صور لبعضنا وقصائد وذكريات طفولتنا .. وهمجية القدر ودمار الحروب وبوش اللعين الذي دفن عوائلنا تحت الأنقاض وظروف الحصار وأسلحة الدمار وتشوهات أبناءنا ومقابر الأبرياء الجماعية ومن قتلوا على الهوية وهجروا مرغمين وبيوتنا ومساجدنا ومصادر أرزاقنا التي فجرت ظلماً وبهتاناً والتفاته إلى مؤلفات وسنفونيات وقصائد والحان تستنكر إهمال مدينتنا .. وتسلط الأغراب والوصوليين وتمزق صلة الأرحام فكيف لا نتأثر بشخصية الاسكندر وتنتقض لجوهرة أهملوها ونتمرد على كل الحقائق التي لا تبدأ او تمر او تنتهي عندنا وننسى كل العالم ولا نعترف بوجوده إذا بقى يتجاهل أمنا .. ومصدر آلامنا وحبنا الأول والأخير الإسكندرية .

[img][/img]