( تسونامي المعلومات )

( تسونامي المعلومات )

عندما نتطلع إلى ما يحدث حولنا نرى إن إرهاصات فسيولوجية وسايكولوجية حدثت في طريقها إلى إكتساح الشارع الثقافي . ذلك الشارع الذي تفاجئ بالتسارع الدراماتيكي لدخول التكنولوجيا الحديثة إلى البلاد الذي كان فارغاً من كل شيء إلاّ من إنسان خاوٍ لا يستطيع تأمين لقمة عيشه . هنا لا بد لوقفه وتساؤل هل يستطيع الانسان أن يمتص هذه الصدمة الكبيرة التي احاطت به من كل جانب بل هل يستطيع أ، يؤسس موطئ قدم هنا أو هناك بين هذه الفوضى التكنولوجيه التي عصفت به وجعلته يترنح لا يعرف ماهية الخطوه أو الخطوات القادمة أم هل إن هذا الانسان أصبح مخيراً بعيداً عن الضغوطات النفسية بأختيار ما يصلح للبناء عليه وفي كل المفاصل ؟ هنا لابد أن نسأل أيضاً هل يستطيع هذا الكائن الذي تحول إلى خرافي لأحاطة الاشياء به من كل جانب ، أن يمسك بهذا الكم الهائل من تكنولوجيا المعلومات التي انهمرت عليه وهي مشتبكة الآن في صراع عنيف للفوز بهذا الكائن الذي أصبح يفكر خارج السياقات التي أضمحلت مع أول خيوط الظلم التي أنهمرت عليه من كل جانب وفي كل العهود والحقب حيث كانت للجوانب الروحيه حضوة عنده لأبتعاده عن الجانب المادي أو لنقل الجوانب المادية المشتبكة في دوامة صراع لاينتهي مع الاعتبارات الروحيه التي شكلت هاجس من المستحيل النأي به عن المنطق وبهذا لابد لنا أن نفكر ولو بجزء يسير عن نهاية أو نتيجة لهذا الصراع الذي أصبح أيديولوجياً رغماً عنا وادخل الجميع ومنهم النخبة في صراعٍ جديد بعيداً عن الشارع الذي هو الشغل الشاغل للكثير ألا وهو صراعٌ أخطر وما نعنيه هنا صراع الاستحواذ على هذا الكم الهائل من ماديات العصر التي لا يمكن لها أن تترسخ في عقل الانسان سوى أيام حتى تدحضها أختراعاتٌ جديدة تكاد لا تجد لها حيزاً في عقلية الانسان التي بدأت بالتعطل أستناداً إلى هذا الشعور بالعجز عن اللحاق بكل شيء لعدم وجود الارضية السايكولوجية لأستيعاب ما يحدث
على أساس أن الشعوب الأخرى قد عاصرت هذا التطور وهذه النقلة في تكنولوجيا المعلومات خطوة بخطوة وأسست لها قواعد كبيرة من المعلومات أستطاعت أن تمتص وتستوعب ما ينهمر من معلومات تكاد تكون يومية بأن أستحضاراتها مهيئة لأمتصاص أي موجه مهما كان حجمها من الاكتشافات العلمية المتسارعه والتي استحوذت على الشارع بكل تفاصيله ومن غير المعقول ان ينتهي هذا الصراع أو أن يؤدي إلى نتيجة لأن أي نتيجة ستكون غير عادلة في صراع الأيديولوجيات لأنها لابد أن تهمش أو أن تقصي الآخر . ولكن هل يلوح في الأفق حل حتى لو كان توافقي أو هل التوافق بين الأيديولوجيتين يشكل نجاح للجميع ؟ أنا أشك في ذلك لأنهما قطبان كبيران ويسيران بشكل متوازي وهنا سيستمر الصراع والحل المؤقت هو التفتيش عن هدنة في هذا الوقت أو ذاك لألتقاط الانفاس ولهيكة التنظيم الشمولي لكلا القناعتين .