حجر ثقيل في مياه سياسيه راكدة

من طرف كمال محمود الجميلي 02.04.12 16:01

حجر ثقيل في مياه سياسيه راكدة

(كمال محمود الجميلي )

الصور كثيرة وكبيرة والأحداث أكثر وأكبر والوجوه تراقب علها تلامس عيشٌ يخرجها من حافة الشضف الذي بات يؤسس لنفسه وللخارجين من جبة الفقر المتقع ، فقراً وأنا جديدة تستهل صباحاتنا بأنينٍ خافت يقترب من أستحقاقات كثيرة لابد لها أن تتألق وتتآلف مع الكثير الكثير من عاديات أزمان سحقت عضامنا وقطعت أصابعنا وثقبت ذاكرتنا حتى بتنا نستهين بأنفسنا حد الوهم .
أرجعتني هذه الكلمات إلى يوم 9/4/2003 يوم سقط الصنم ذلك اليوم الذي هللت له السماء والارض وخرجت مع الجموع لا أعرف ما أقول ولا استطيع قول ما أعرف فبت صامتاً ليومين متتاليين أسترجع فيهما شريط الذكريات من أليفها إلى يائها ومع ذلك لم أتمكن من أن أفي لنفسي ولو شيئاً بسيطاً يسد رمق جموح العواطف الجياشة التي انطلقت دموعاً كأنها مطراً في يومٍ راعد هذه العواطف وأن أختلفت بين الكثير بأشكالها لكنها كانت تصب في إناء الوطن الذي أمسى فارغاً حتى من ذكرى جميله ولو لبرهه من الزمن ، لكن أين هي في هذا الزمن العاهر ؟
كانت أحلامنا ورديه رائعة تتسلسل الواحده تلو الاخرى لتشكل لنا سيمفونيات وأغاني وأناشيد طفولة بريئة تلامس وجه تأريخ جديد بدأ يتمخض ليعطينا القلم والقرطاس قائلاً ( أ:تبو أيها الفقراء ، أكتبوا تأريخاً جديداً وأسسوا بشفافيةٍ عاليه ولا تغمطوا تأريخي الذي مزقه الطغاة وألقوه في اليم لكني لا أخفي عليكم سراً أنني أحتفظ بالكثير من النسخ حتى تستمر صفحاتي ناصعةً مثل جباهكم ) .
هكذا كانت الأحلام وهكذا كنا نراها ولكن الطغاة يتوالدون بوجوهٍ جديدة وثيابٌ جديدة قصيرة وطويلة وخطاباتٌ تنمو في حقولٍ جديدة يؤسسها لهم الآخرون الذين ينظرون للمشهد العراقي وينتظرون عسى أن ينفتح لهم أمل جديد ليعودوا من جديد ليعزفوا مقاطع من أغاني القتل والدمار حتى بان لهم بصيصٌ صغير توافدوا منه ليعمقوا جراحات الوطن ليزيدوا النزيف الذي لم ينقطع منذ ما يقربوا من ألف وأربعمائة عام ، على أكتافهم معاول للهدم ولم تكن يوماً معاول للبناء ويتعثر الفرح وتموت الأهازيج وأغتيلت أناشيد الطفولة وتمزقت ثياب الذاكرة حتى أمست فاقدةً لها وهكذا بدأ الصراع بشتى أنواعه والجريمة بصورها الكثيرة ونسينا سريعاً من فقدت الأبن والأخ والزوج والولد والأب ونسينا صباحاتنا التي كانت تخلو من قدح شاي أو قرص خبزٍ معجونٌ بالدم ونسينا الوقوف أمام أبواب جلاوزة الظغاة علنا نجد فرصةً للهرب بعد أن نبيع ما نملك ونسينا المقابر وكعكة الميلاد التي كانت لو قسمت لأشبعت مدينة .
وبدأ دمنا ينساب أنهاراً ليملاً الشوارع بدل أن نملأها بالزهور والآمال ولقمة عيشٍ كريمه والحكومة تنظر وتنتظر ونحن لا نعرف إلاّ الحكومة الشعب ينظر يميناً وشمالاً شرقاً وغرباً ولا يرى غير حكومات منها من يلبس ثوب الوطن ومنها من يلبس ثوب الورق الأخضر ومنها من يلبس ثوب ( ميكافيلي ) تعددت الأثواب والجوع والقتل واحد ، الثوب لهم والموت لنا والحكومة التي نعرف تنظر وتحذر هذا وتنذر ذاك ولا من مجيب حتى وقف الشعب ينظر من بعيد ليقول للحكومة أن هناك في الأفق حجراً كبيراً هو الذي سيتولى المهمة وهكذا مسكت الحكومة بالحجر من جهة والشعب من جهة أخرى وأندفع الحجر ( الكرة ) وتدحرج وأطاح بالقلاع وداس على من توعد للوطن بالويل والثبور وقطع أوصال الطغاة الجدد الذين أرادوا حرق المدن وحرق مدينة السلام وفيحاء العراق وبسمة ثغره التي لم يحترموها وهي التي نسميها نحن الفقراء ( أم الخبزة ) وأم الفن وأغاني البحر ودبكات الخشابه وسعد اليابس وأصدقائه حتى ينبلج الليل ويولد صبحٌ جديد وشمسٌ تنثر خيوطها لتصنع قلادةً يرتديها الوطن ، فيا أيها الطغاة حذار من حجر الشعب الثقيل فأن لديه الكثير من العيون ولفقرائه صوت يصعد للباري ويد تطال اللنشات في البحور .

من طرف ابوالايهم 15.10.12 22:19

السلام عليكم ورحمة الله

موضوع جميل واختيار للكلمات ممتاز وفيه طعم للمتعة غريب....حياك الله أستاذ ابو مصطفى

حجر ثقيل في مياه سياسيه راكدة

حجر ثقيل في مياه سياسيه راكدة

رد: حجر ثقيل في مياه سياسيه راكدة