لنا جرحٌ جديد

لنا جرحٌ جديد



عندما عدنا إلى الديار
كان الصمت المطبق يلف المكان
وكانت الملائكة تنشد لنا وتؤطر صباحاتنا
بعطر تناثر من سحابةٍ كانت تمر من فوق المدينةِ
تعجُ بانينٍ خافتٍ
هذا الأنين طوقَ المكان الذي تسوّر بوجوهٍ
الفت وجوهنا التي تناثرت في سماءِ بغداد
وجوه أخي وأمي وحبيبتي وأطفالي
وزهرةِ الوادي الوحيدةِ
تلك الزهرةِ . . . حملت الشموع
وقرأت التعاويذ ونثرتها
على دروبنا . . . .
وأديم إمتّد
على مسافةِ بضعة وجوهٍ
علّقت عليها يافطاتٍ تؤذنُ
بدخولِِ الغرباءِ
وأقاموا لنا جرحٌ جديد
على روابينا وعلى أعشاش العصافير
وآهات وشموس
كنا نراها تتشظى خيوطها بعيداً عن
شتاءاتنا التي اسطفت بطابورٍ لم ينقطع
ولم يؤسس لنا أهازيج جديدة
وتجعل من أجسادنا دروبٌ طويلة
تمايلت لها أنامل الليل
وعلقت على جدرانها صمت شموعنا
شموعنا التي أنارة وجه حبيبتي
ووجه أمي أيام طويلة وطوت مسافاتٍ
حتى أُغتيلت على أبواب المدينةِ
وأصابعنا المقطعة تناثرت وجلبت لنا
صوت الريح الذي أراد أن يلقيها إلى أنياب الزمن ِ
وبدا ليلنا طويل ونهارنا يهرب بعيداً عن آمالنا
ترى . . .
من سيركض خلف عربات البرسيم ؟
ومن سيرقص على أكتاف الصنوبر ؟
من ومن ومن وأين ؟