وقفة مع الحب السماوي
صفحة 1 من اصل 1
وقفة مع الحب السماوي
إذا كان يحق لتراثنا العربي أن يفخر بأنه أنجب شعراً يتناول قصص الحب العذري ( "قيس وليلى" "جميل بثينة" "قيس ولبنى" ) فإننا قد عشنا امتداد هذه الظاهرة في أدبنا الحديث بفضل الحب السماوي الذي بزغت أنواره بين قلبي الأديبين مي زيادة وجبران خليل جبران رغم أنهما لم يلتقيا أبداً ... فقد كانت الرسائل المتبادلة بين القاهرة حيث تقيم ( مي ) ونيويورك حيث يقيم ( جبران ) هي وثيقة هذا الحب الفريد !!
لم تكن مي إمرأة عادية ، فقد امتزجت في ملامح شخصيتها الريادة الأدبية بالريادة الاجتماعية في بداية القرن العشرين.. لهذا كانت أولى خطواتها في هذا المجال هي الإقبال على التعليم والتفرغ للكتابة ، وقد دفعها حبها للغة العربية أن تفتح بيتها - بتشجيع من والديها - لرجال الأدب ، فكانت تحاورهم وتستمع إلى إبداعاتهم في صالونها الذي كانت تعقده كل يوم ثلاثاء ..
لم تحاول مي الخروج من الأغلال الخارجية التي تقيد المرأة فقط ، بل وجدناها تحاول الخروج من أغلال الذات .. فكانت رائدة في محاولة التعبير عن أعماقها عبر الأدب ( الرسائل ، المقالة ، الخاطرة الوجدانية) .. أي عبر أجناس أدبية تظهر صوت (الأنا) صريحاً واضحاً ..
هنا يجدر بنا أن نوضح أن (مي) لم تكن في بداية علاقتها بجبران إمرأة منطلقة في التعبير عن ذاتها ، فقد اكتفت في البداية بالعلاقة الفكرية ، بل دعت جبران للالتزام بحدودها ، فاتسمت لغتها بالحذر، وتحصنت باللهجة الرسمية في الخطاب .. فأخفت مشاعرها بألف قناع .. حتى وجدنا جبران يتساءل مستغرباً شدة ترددها وحذرها : " أهو الخجل أم الكبرياء أم الاصطلاحات الاجتماعية ! " .. لعله كان يقارنها بالمرأة التي التقى بها في الغرب ، والتي تتمتع بحرية التعبير عن أعماقها ! دون أن يغفل عن خصوصية المرأة الشرقية وضغط القيود الاجتماعية عليها ، مما تضطرها إلى الاحتماء بالخجل تارة وبالكبرياء تارة أخرى !..
هنا لا نستطيع أن نفصل بين مي الإنسانة والأديبة ، فقد عشقت مي الأديبة كلماته ربما قبل المراسلة .. وازدادت عشقاً لها بعدها .. فانقلب العشق الفني إلى عاطفة متأججة يأباها عقلها .. لهذا ملأ التردد ذاتها ، وشاعت لديها الصرامة في محاسبة الذات ومحاسبة الطرف الآخر (المرسل) على كل كلمة ! .. فهي محبة يعجبها الاستمرار مع جبران في مثل هذه المغامرة ، لكن سرعان ما يؤرقها صوت العقل الذي يذكرها بالواقع الاجتماعي الذي يعلي قيمة الأسرة والزواج في حياة المرأة ، ولم يعتد مثل هذه علاقات الصداقة والحب بين المرأة والرجل دون رابط شرعي ! ..
لهذا كله انتظرت حوالي اثنتي عشرة سنة لتصرح بعواطفها كتابة لجبران ، ولتبين له أن الورق هو الذي منحها الجرأة ، وأنه لو كان يشاركها العيش في بلدها لما جرؤت على ذلك ! لكن يبدو أن التصريح لم يجلب لها الراحة المتوخاة ، أو الأمل بعرض للزواج يأتيها من جبران ! لذلك تعود إلى ترددها وتهربها خاصة بعد أن غزا الشيب مفرقها !.. لكن عاطفتها القوية تلح عليها بالكتابة ، يضاف إلى تلك العاطفة حس إنساني مرهف بآلام الآخرين ، لهذا كان قلقها على صحة جبران من أسباب عودتها للكتابة إليه أحياناً !..
لعل هذا التردد في قبول مثل هذه العلاقة الاستثنائية أحال حياتها إلى مأساة ، فعاشت القلق والمعاناة في علاقة كان عزاؤها فيها هو الخيال والرحلة عبر الكلمة إلى عوالم مدهشة ، تنأى بها عن الواقع واحتياجاته الطبيعية !
لم تستطع (مي) الركون إلى هذه العلاقة سوى لحظات تحلق بها بعيداً ، ثم ترتطم بالأرض .. فالمرأة المثقفة والأديبة كانت تبحث عن علاقة طبيعية تعيش فيها عواطفها وأمومتها ! وفي الوقت نفسه تحلق روحها فيها بعيداً عن المألوف في علاقة أقرب إلى الاستثناء !..
تكمن روعة شخصية (مي) تجلت في كونها أنهت صراعها الداخلي حين تأكدت في النهاية من مرض جبران، فبدت لنا امرأة عاشقة وأماً حانية، تسعى للوقوف إلى جانب جبران في محنته !... فتحيطه بعواطف الحب والأمومة معاً !!..
إن المتأمل في قصة الحب هذه ، لابد أن تدهشه قدرة المرأة على الحب والعطاء ، فقد منحت رجلاً لم تره أبداً كل حياتها ، حتى أصبح هذا الحب مأساتها وعزاءها معاً ! فقد أحبت جبران عبر كلماته ، وأخلصت له .. حتى إنها عاشت تستمد القوة منها سواء في حياة جبران أم بعد وفاته !
ولعل خير دليل على أهمية تلك الكلمات في حياة (مي) أنها عاشت متألقة في حياتها الاجتماعية والأدبية على وقع رسائل جبران ، ولم تتدهور حياتها النفسية إلا بعد وفاة جبران (1931) إذ عدّت نفسها أرملته ، فارتدت السواد عليه ، ومما فاقم بؤسها وفاة أمها في إثره (1932) لعلها في تلك الفترة بدأت تشعر بعدم الرضى عن نفسها ، واكتشفت أن قرارها بعدم الزواج لم يكن صائباً ! وبدأت تحاسب نفسها بقسوة ، فقد أحست بمدى الظلم الذي ألحقته بحياتها حين تعلقت بكلمات جبران ، ووهبت شبابها لحب سماوي لا علاقة له بالواقع وبطبيعة البشر!
لا يمكننا أن نحمّل الكلمة المجنحة المسؤولية عن تدهور حالتها النفسية وإغراقها في الكآبة، لأننا نلغي إرادتها في استمرار تلك العلاقة، التي جلبت لها الفرح والألم معاً ! ..
إننا أمام إمرأة غير عادية أخلصت لحب رجل يعيش بعيداً عنها ، ويعترف لها في إحدى رسائله أن حياته موزعة بين امرأتين ( إمرأة الحلم وامرأة الواقع ) فكان نصيب (مي) دور الملهمة التي تحمل روح الشرق الذي يحلم بالعودة إليه دون أن يستطيع ... في حين كانت امرأة الواقع ( ماري هاسكل ) تقف إلى جانبه فتسانده مادياً ليكمل رحلته في عالم الفن ، كما ساندته معرفياً ، حين كانت تصحح له نسخ كتبه التي كان يكتبها بالإنكليزية ! وتعترف ماري هاسكل أنه عرض عليها الزواج لكنها رفضت .. المهم أن صداقتها بجبران تستمر رغم زواجها بعد ذلك ، كما استمرت (مي) في حبها له رغم عدم زواجه بها ! .. فقد أسرتها كلماته المدهشة، التي تستلب الروح والإرادة بعنفوانها وصدقها " أنت تحيين بي ، وأنا أحيا بك ! " كما أسرتها صراحته ، فقد وجدناه يكشف لها عيوب نفسه فهو يعيش في سجن طموحاته، يلاحقه إحساس أنه لم يقل شيئاً خالداً بعد .. وأنه مؤرق بهاجس الإبداع الذي يحتاج تفرغاً كلياً ، لعله يستطيع أن يقول كلمته .. وهكذا يوضح لها أنه يعيش أسير مشروعاته الفنية والأدبية ، وأن المرأة في حياته ملهمة ورفيقة إبداع بعيدة عن الأطر المألوفة !!
إذاً لو كانت مي امرأة عادية لرفضت تلك العلاقة التي كانت عبءاً عليها ! .. هنا نتساءل : هل طغت على (مي) رهافة حس الأديبة ، فعاشت مخلصة للكلمة في حياتها الشخصية وفي حياتها العامة ! هل رأت في الخيال جمالاً يفوق الواقع ؟ ... هل حياتها في مصر أي في بيئة غريبة عن بيتها في الشام سبباً في تعلقها بجبران، الذي رأت فيه وطناً تنتمي إليه !؟ هل أحست بأن هذه البيئة العربية قد عجزت عن إنجاب كفء لها ؟.. فكان الخيال أرحم بها من الواقع !..
ربما افتقدت في محيطها الرجل الند لهذا عاشت قصة حب ترضي ذاتها، ولو كان ذلك عبر الوهم والخيال، مادام الواقع لم يطرح أمامها من يراه قلبها مناسباً فعاشت الصدق والإخلاص لعلاقة أشبه بالحلم .. بل دعاها فيها جبران بإمرأة الحلم !!
( فهي المرأة التي تضحي بكل شيء من أجل حب سماوي
لم تكن مي إمرأة عادية ، فقد امتزجت في ملامح شخصيتها الريادة الأدبية بالريادة الاجتماعية في بداية القرن العشرين.. لهذا كانت أولى خطواتها في هذا المجال هي الإقبال على التعليم والتفرغ للكتابة ، وقد دفعها حبها للغة العربية أن تفتح بيتها - بتشجيع من والديها - لرجال الأدب ، فكانت تحاورهم وتستمع إلى إبداعاتهم في صالونها الذي كانت تعقده كل يوم ثلاثاء ..
لم تحاول مي الخروج من الأغلال الخارجية التي تقيد المرأة فقط ، بل وجدناها تحاول الخروج من أغلال الذات .. فكانت رائدة في محاولة التعبير عن أعماقها عبر الأدب ( الرسائل ، المقالة ، الخاطرة الوجدانية) .. أي عبر أجناس أدبية تظهر صوت (الأنا) صريحاً واضحاً ..
هنا يجدر بنا أن نوضح أن (مي) لم تكن في بداية علاقتها بجبران إمرأة منطلقة في التعبير عن ذاتها ، فقد اكتفت في البداية بالعلاقة الفكرية ، بل دعت جبران للالتزام بحدودها ، فاتسمت لغتها بالحذر، وتحصنت باللهجة الرسمية في الخطاب .. فأخفت مشاعرها بألف قناع .. حتى وجدنا جبران يتساءل مستغرباً شدة ترددها وحذرها : " أهو الخجل أم الكبرياء أم الاصطلاحات الاجتماعية ! " .. لعله كان يقارنها بالمرأة التي التقى بها في الغرب ، والتي تتمتع بحرية التعبير عن أعماقها ! دون أن يغفل عن خصوصية المرأة الشرقية وضغط القيود الاجتماعية عليها ، مما تضطرها إلى الاحتماء بالخجل تارة وبالكبرياء تارة أخرى !..
هنا لا نستطيع أن نفصل بين مي الإنسانة والأديبة ، فقد عشقت مي الأديبة كلماته ربما قبل المراسلة .. وازدادت عشقاً لها بعدها .. فانقلب العشق الفني إلى عاطفة متأججة يأباها عقلها .. لهذا ملأ التردد ذاتها ، وشاعت لديها الصرامة في محاسبة الذات ومحاسبة الطرف الآخر (المرسل) على كل كلمة ! .. فهي محبة يعجبها الاستمرار مع جبران في مثل هذه المغامرة ، لكن سرعان ما يؤرقها صوت العقل الذي يذكرها بالواقع الاجتماعي الذي يعلي قيمة الأسرة والزواج في حياة المرأة ، ولم يعتد مثل هذه علاقات الصداقة والحب بين المرأة والرجل دون رابط شرعي ! ..
لهذا كله انتظرت حوالي اثنتي عشرة سنة لتصرح بعواطفها كتابة لجبران ، ولتبين له أن الورق هو الذي منحها الجرأة ، وأنه لو كان يشاركها العيش في بلدها لما جرؤت على ذلك ! لكن يبدو أن التصريح لم يجلب لها الراحة المتوخاة ، أو الأمل بعرض للزواج يأتيها من جبران ! لذلك تعود إلى ترددها وتهربها خاصة بعد أن غزا الشيب مفرقها !.. لكن عاطفتها القوية تلح عليها بالكتابة ، يضاف إلى تلك العاطفة حس إنساني مرهف بآلام الآخرين ، لهذا كان قلقها على صحة جبران من أسباب عودتها للكتابة إليه أحياناً !..
لعل هذا التردد في قبول مثل هذه العلاقة الاستثنائية أحال حياتها إلى مأساة ، فعاشت القلق والمعاناة في علاقة كان عزاؤها فيها هو الخيال والرحلة عبر الكلمة إلى عوالم مدهشة ، تنأى بها عن الواقع واحتياجاته الطبيعية !
لم تستطع (مي) الركون إلى هذه العلاقة سوى لحظات تحلق بها بعيداً ، ثم ترتطم بالأرض .. فالمرأة المثقفة والأديبة كانت تبحث عن علاقة طبيعية تعيش فيها عواطفها وأمومتها ! وفي الوقت نفسه تحلق روحها فيها بعيداً عن المألوف في علاقة أقرب إلى الاستثناء !..
تكمن روعة شخصية (مي) تجلت في كونها أنهت صراعها الداخلي حين تأكدت في النهاية من مرض جبران، فبدت لنا امرأة عاشقة وأماً حانية، تسعى للوقوف إلى جانب جبران في محنته !... فتحيطه بعواطف الحب والأمومة معاً !!..
إن المتأمل في قصة الحب هذه ، لابد أن تدهشه قدرة المرأة على الحب والعطاء ، فقد منحت رجلاً لم تره أبداً كل حياتها ، حتى أصبح هذا الحب مأساتها وعزاءها معاً ! فقد أحبت جبران عبر كلماته ، وأخلصت له .. حتى إنها عاشت تستمد القوة منها سواء في حياة جبران أم بعد وفاته !
ولعل خير دليل على أهمية تلك الكلمات في حياة (مي) أنها عاشت متألقة في حياتها الاجتماعية والأدبية على وقع رسائل جبران ، ولم تتدهور حياتها النفسية إلا بعد وفاة جبران (1931) إذ عدّت نفسها أرملته ، فارتدت السواد عليه ، ومما فاقم بؤسها وفاة أمها في إثره (1932) لعلها في تلك الفترة بدأت تشعر بعدم الرضى عن نفسها ، واكتشفت أن قرارها بعدم الزواج لم يكن صائباً ! وبدأت تحاسب نفسها بقسوة ، فقد أحست بمدى الظلم الذي ألحقته بحياتها حين تعلقت بكلمات جبران ، ووهبت شبابها لحب سماوي لا علاقة له بالواقع وبطبيعة البشر!
لا يمكننا أن نحمّل الكلمة المجنحة المسؤولية عن تدهور حالتها النفسية وإغراقها في الكآبة، لأننا نلغي إرادتها في استمرار تلك العلاقة، التي جلبت لها الفرح والألم معاً ! ..
إننا أمام إمرأة غير عادية أخلصت لحب رجل يعيش بعيداً عنها ، ويعترف لها في إحدى رسائله أن حياته موزعة بين امرأتين ( إمرأة الحلم وامرأة الواقع ) فكان نصيب (مي) دور الملهمة التي تحمل روح الشرق الذي يحلم بالعودة إليه دون أن يستطيع ... في حين كانت امرأة الواقع ( ماري هاسكل ) تقف إلى جانبه فتسانده مادياً ليكمل رحلته في عالم الفن ، كما ساندته معرفياً ، حين كانت تصحح له نسخ كتبه التي كان يكتبها بالإنكليزية ! وتعترف ماري هاسكل أنه عرض عليها الزواج لكنها رفضت .. المهم أن صداقتها بجبران تستمر رغم زواجها بعد ذلك ، كما استمرت (مي) في حبها له رغم عدم زواجه بها ! .. فقد أسرتها كلماته المدهشة، التي تستلب الروح والإرادة بعنفوانها وصدقها " أنت تحيين بي ، وأنا أحيا بك ! " كما أسرتها صراحته ، فقد وجدناه يكشف لها عيوب نفسه فهو يعيش في سجن طموحاته، يلاحقه إحساس أنه لم يقل شيئاً خالداً بعد .. وأنه مؤرق بهاجس الإبداع الذي يحتاج تفرغاً كلياً ، لعله يستطيع أن يقول كلمته .. وهكذا يوضح لها أنه يعيش أسير مشروعاته الفنية والأدبية ، وأن المرأة في حياته ملهمة ورفيقة إبداع بعيدة عن الأطر المألوفة !!
إذاً لو كانت مي امرأة عادية لرفضت تلك العلاقة التي كانت عبءاً عليها ! .. هنا نتساءل : هل طغت على (مي) رهافة حس الأديبة ، فعاشت مخلصة للكلمة في حياتها الشخصية وفي حياتها العامة ! هل رأت في الخيال جمالاً يفوق الواقع ؟ ... هل حياتها في مصر أي في بيئة غريبة عن بيتها في الشام سبباً في تعلقها بجبران، الذي رأت فيه وطناً تنتمي إليه !؟ هل أحست بأن هذه البيئة العربية قد عجزت عن إنجاب كفء لها ؟.. فكان الخيال أرحم بها من الواقع !..
ربما افتقدت في محيطها الرجل الند لهذا عاشت قصة حب ترضي ذاتها، ولو كان ذلك عبر الوهم والخيال، مادام الواقع لم يطرح أمامها من يراه قلبها مناسباً فعاشت الصدق والإخلاص لعلاقة أشبه بالحلم .. بل دعاها فيها جبران بإمرأة الحلم !!
( فهي المرأة التي تضحي بكل شيء من أجل حب سماوي
طيف تركي- عضو مميز
- عدد المساهمات : 105
تاريخ التسجيل : 26/04/2011
مواضيع مماثلة
» وقفة مع الحب السماوي .. بين مي زيادة وجبران خليل جبران
» أنثر الحب و الخير و لا تنتظر الرد
» قصة حبيبين
» آشهر قصص الحب في الاسلام
» ارهاصات في ذاكرة الحب
» أنثر الحب و الخير و لا تنتظر الرد
» قصة حبيبين
» آشهر قصص الحب في الاسلام
» ارهاصات في ذاكرة الحب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى